يقال ان كثيرا من رؤساء المدن كانوا يحاولون ان يكونوا لصوصا يسطون على الدور ليلا او قتلة سفاكين ذلك يقال عنهم انهم رجال ليل فيجلبوا لانفسهم بذلك المكانة اللائقة في المجتمع واني اعرف شخصيا رئيسا من رؤساء العهد القديم كان غنيا وافر الغنى ومع ذلك كان يتنكر ليلا فيذهب الى السطو واعمال البطولة الليلية وبذا كان الناس يحترومنه ويخافونه. وعلى كل حال فان انتشار هذه القيم البدوية في المجتمع العراقي قد اضاف الى ازدواج الشخصية عنصرا جديدا فان هذا البطل الذي يسطو على الدور ليلا كان مضطرا ان يستجيب للمثل الدينية في النهار وقد تراه يلبس الوقار والفضيلة ويذهب الى المسجد متعبدا راجيا من الله ان يدخله الجنة ناسيا اعماله الليلية وما جنته يداه فيها كأن ما يعمله في الليل لا دخل له باعمال النهار .
علي الوردي