ذكر أن الحجاج جلس للمعزين لما مات ابنه وأخوه ووضع بين يديه مرآة وولَّى الناس ظهره فدخل الفرزدق، فلما نظر إلى فعل الحجاج ضحك، فلما رأى الحجاج ذلك منه، قال: أتضحك، وقد هلك المحمدان، فأنشأ الفرزدق يقول:
لئن جزع الحجاج ما من مُصيبةٍ ... تكون لمحزون أجلَّ وأوجعا
من المصطفى والمصطفى من خيارهم ... خليله إذْ باتا جميعاً فودّعا
أخاً كان أغنى أعين الأرض كلها ... وأغنى ابنه أهل العراقين أجمعا
جناحا عقاب فارقاه كلاهما ... ولو نزعا من غيره لتضعضعا
سمّيا نبي الله سمّاهما به ... أبٌ لم يكن عند النوائب أخضعا