من غاب قرينهُ كثر حنينه
من شأن من غاب عن خليله أن تناله حيرةٌ في جميع أموره يصحو عنها ويرجع إليه تمييزه وتاخذه غلبات الاشتياق وما دام في تلك الحيرة فهو متشاغل بتذكُّر من فارقه والشَّوق والحنين إلى من خلَّفه ألم تسمع الَّذي يقول:
وإنَّ امرءاً في بلدةٍ نصفُ قلبهِ ... ونصفٌ بأُخرى غيرِها لصبورُ
وددْتُ من الشَّوقِ المُبرِّحِ أنَّني ... أُعارُ جناحَيْ طائرٍ فأطيرُ
فما من نعيمِ العيشِ بعدكِ لذَّةٌ ... ولا لسرورٍ لستِ فيهِ سرورُ
كتاب الزهرة : ابن داود الأصبهاني
81