من طال سرورهُ قصرت شهوره:
من صبر على الامتحان لمن يهواه كان خليقاً أن يبلغ أقصى مُناه وأهل هذه الحال الذين يحمدون الهوَى ويشكرونه ويصفون لذاذته للذين لا يعرفونه ويزرون على عيشٍ من لم يتطعَّم مذاقه ولم يُتعبَّد باسترقاقه ألم تسمع الَّذي يقول:
إذا أنتَ لم تعشقْ ولم تدرِ ما الهوَى ... فكنْ حجراً من يابسِ الصَّخرِ جلْمدا
فما العيشُ إلاَّ ما تلذُّ وتشتهي ... وإنْ لامَ ذو الشَّنآنِ فيه وفنَّدا
تبعتُ الهوَى جُهدي فمن شاءَ لامني ... ومن شاء آسى في البُكاء وأسعدا
كتاب الزهرة: ابن داود الأصبهاني
83