إن التوجيه الديني الذي تضطلع به القيادات الدينية ولا سيما أولئك الذين يتحركون كموظفين لدى هذه الجهة السياسية أو تلك لا يحاول أن يربط الناس بالعقل سواء في فهمهم للقضايا واتخاذهم للمواقف أو في تحديدهم لخط السير والحركة ما نجده ـ في الغالب من الخطاب الديني والمذهبي ـ انه يتحرك في السطح لا في العمق والشكل لا المضمون وهذا ما يؤدي إلى أن تعتاد الجماهير على هذا النمط حتى يصبح منهجاً متّبعاً في كل شؤونها وإذا كان هذا شأن الخطابين الديني والمذهبي، فإن غالب الخطاب السياسي ـ في عالمنا ـ لا يتحرك بعيدا عن السطحية والشكلية والاستخفاف بعقول الناس حتى أدمن الناس هذا الخطاب فرجموا الذين يتحركون في العمق، ويخاطبون عقول الناس لا غرائزهم باللاواقعية، أو بالخيانة، أو ما إلى ذلك وأخطر ما في الأمر أن بعض الجهات التي تبوّأت مواقع التوجيه الديني أو السياسي والتي لا تملك كفاءتها تعمل على استغلال إخلاص الجماهير للعناوين والقضايا الكبرى لإبقائها ـ أي الجماهير ـ في السطح وذلك لأن الجماهير إذا تحرّكت في العمق، واكتشفت مواقع الخلل لدى هذه الجهات سحبت اعترافها بشرعيّتها وقداستها . السيد محمد حسين فضل الله
اقتباسات أخرى للمؤلف