ماء الوضوء منعش والهواء جاف في صحن المسجد وهناك عدد لا بأس به من النائمين جوار الجدران. الهواء طيب حقاً ويدفع إلى النوم ... الله أكبر .. بسم الله الرحمن الرحيم .. قرأت الفاتحة وسورة صغيرة ثم ركعت .. استقمت وحمدت الله وسجدت .. كنت أتمتم بكلمات الصلاة وذهني نصف مشتت .. سبحان ربي العظيم .. سطعت في ذهني الدرجة الثانية التي أسعى إليها منذ ثلاث سنوات .. سبحان ربي الأعلى .. فكرت في زميلنا البليد الذي نالها قبلي وتعداها وصار وكيلاً للوزارة ... سمع الله لمن حمده ... سمعت صوت كلاكس سيارة عابرة ، وتحسرت أنني لم أشتر سيارة إلى اليوم .. التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله ... نسيت أين وضعت علبة السجائر ، على الكومودينو أو في درج المكتب ... سبحان ربي الأعلى .. نسيت أن أحضر لزوجتي لفة قمر الدين . حدث لي شئ غريب وأنا ساجد ، لم أعرف هل هذه السجدة الأولى أم الثانية .. لو كانت السجدة الأولى فعليَّ أن أسجد مرة ثانية .. ولو كانت الثانية فهل أسجد ثلاث مرات ؟!!.. فكرت قليلاً ثم قررت أن آخذ بالأحوط وأسجد ... كنت أبذل مجهوداً حقيقياً للتركيز وعدم السهو والسرحان .. ولكن ذهني كان يمتلئ بتيار جار وسريع من المشاكل والأفكار والمشاغل .. انتهيت من الصلاة فسلمت ثم أمسكت المسبحة ورحت أسبّح. سبحان الله .. الحمد لله .. تذكرت أين وضعت علبة السجائر .. وجهزت في ذهني ما سأقوله لزوجتي عندما تسألني عن قمر الدين .. صعد الإنسان إلى القمر .. ونزلنا نحن لقمر الدين . أحمد بهجت