ثلث رمضان كما يقول العامة للمرق. أما ثلثه الثاني في تصورهم فهو للخلق .. والخلق كلمة عاميّة تعني الملابس. ملابس العيد. وهكذا ينشغل المسلمون الأفاضل في ثلث رمضان الأول بالمرق، وفي الثلث الثاني ينشغلون بالخلجات، كما يقول الصعايدة، وبالهدوم كما يقول البحاروة، أو بالملابس كما يقولون في البندر، وتحتل ملابس العيد اهتمام الناس في ثلث رمضان الثاني، وفي هذا الثلث يهجم الأولاد على أبيهم متصايحين مطالبين بالملابس الجديدة، وكلما زاد عدد الأولاد والبنات زاد تفكير الوالد في هم الملابس وطريقة إحضارها. والمصيبة أن الأولاد يكبرون وتتسع معلوماتهم وتزيد أطماعهم نتيجة الإذاعة والتلفزيون، ولهذا يفكرون ويفكرون في الملابس المستوردة، ويقولون لماذا واشمعنى وليه يعني، إلى آخر هذه الاحتجاجات التي تجعل المرء يفكر في الإفطار وضرب كل واحد منهم علقة، وتطبيق نظام حظر التجول والخروج للفسحة، غير أن زوجتي تقول لي: -حسك في الدنيا يا بيه، وكل سنة وأنت طيب. وان ما كنتش تجيب لهم مين اللي يجيب لهم، واهي أيام مفترجة وربنا يديك الصحة ويطول في عمرك. وهكـذا أتراجع عما اعتزمته .. أحمد بهجت
اقتباسات أخرى للمؤلف