و ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ها هو الخريف ينصب خيمته على الأرض .. الرياح الباردة تهب ، و دم الربيع الأخضر ينسحب من عروق الشجر ، و يوماً بعد يوم يزحف صدأ الصفرة و ذبول النهاية .. و يثقل وزن الورقة رغم خفته على العنق الذى يوصلها بالغصن الأم ، و تتغضن عروق الورقة و تجف داخلها العصارة ، و تجىء النهاية أخيراً .. يكفى مرور عصفور خائف .. تكفى هبة من هواء .. أو تكفى جاذبية الأرض نفسها لتهوى الورقة .. تتهادى برفق على أكف الهواء حتى تصل الى الأرض .. يعلم الله بسقوط هذة الورقة .. يعلم بسقوط أوراق الشجر فى قارات الدنيا جميعاً .. يعلم ما الذى نقصته الشجرة حين فقدت احدى أوراقها ، و يعلم ما الذى ستزيدة الأرض حين تتحول الورقة الى تراب .. يعلم مصيرها فى الأض بعد ذلك ، هل تكون غصنا جديدا فى شجرة ، أو ورقة فى زهرة ، أو جزءاً من تراب .. يعلم الله هذا كله قبل أن يقع .. لماذا .. ما هى أهمية سقوط ورقة ذابلة منتهية ؟؟ نحن لا ندرى لماذا ، ولا نعرف سر أهمية هذا الحادث المتكرر .. كل ما نعرفه أن الآية ترسم لنا صورة لعلم الله الشامل المهيمن الذى لا يغادر صغيرة ولا كبيرة .. حتى موت أوراق الشجر فى الخريف يهيمن عليه علم الله . أحمد بهجت