من كان يؤمن مثلى فكيف يدركه الموت ,نفترض جدلا أنه نعس ,أغمض عينيه ونعس الى يوم القيامة ,فهل يقال أنه مات ,كيف يموت انسان يؤمن بالله ,انه ينام فحسب أيها الأطفال ,يغمض عينيه فنعتقد أنه مات ,لا نعرف الحقيقة فنقول أى كلام . تذكرت هالة ,فضحكت وأنا أرقد على وجهى فى الرمال ...كانت تقول لى سأفتقدك لو مت,يجب ألا تموت لأنى أحبك ,هذه أوامرى اليك ,وهى أهم من أوامر قائدك الفدائى . وسألنى قائد الفدائيين يوما ,من التى ترسل اليك كل هذه الرسائل ؟ قلت :انها ابنة عم ,مات أبوها دفاعا عن وطنه ,وهى مخلوق لا يتحدث الا فى السياسة والدين قال القائد :أى انسانة مملة ,أفهم الان رغبتك فى أن تموت رحت أضحك وأنا أنزف ,ليس لمخلوق فى الدنيا نقاء جبهتها ,أنقى من ثلوج الجبال حين خلقت الجبال ,كيف أبلغها وأبلغ القائد أنى لا أموت ,انما أنعس فحسب ,كيف أقول لأصدقائى جميعا أنى أفلت من الموت ,لقد قالت لى يوما : سينحتون من عظامك مكاتب أنيقة للادلاء بالتصريحات الكاذبة من ورائها ,وسيبيعون عينيك كالالئ ,لصنع قصور يكافحون من وراء جدرانها بالأحاديث ,وسيقتلك الذين خرجت تحمى أطفالهم ,ستصفيكم الخيانة ,وتبكيكم بدموع التماسيح وحبر الصحف ,سيقتلونك ستقتلك الأنظمة الخائنة ويتفرج عليك الناس دون أن يتدخلوا لانقاذك ,ستموت ,كانت متهورة كأى عاشقة . أحمد بهجت