مثلما حدثَ مع الباحث ديكاف بيار الذي فجَّرَ قنبلةً ذات صباحٍ في صحيفة هاأرتس تقول إن الشاعر والكاتب المسرحي شكسبير يهودي. وعنوان فرعي وليم صهوكبير شاعر اليهودية الأعظم تناقلت بقية الصحف هذا الخبرَ، والتقى به مذيعٌ في القناة الثانية الإسرائيلية وأبلغ وزيرُ الثقافةِ رئيسَ الوزراءِ الإسرائيلي اسحق رابين الذي كان في النرويج ليوقِّعَ اتفاقية أوسلو، ساعتَها تمنى لو تفشل مباحثاتُ الاتفاقيةِ مقابِلَ أن يكون شكسبير يهودياً، وظهرَ رابين في التلفزيون النرويجي مطرِقاً وهمسَ في أُذُنِ كلينتون بما يدور في خلدِه، فابتسم له ابتسامةً صفراء. قدَّمَ ديكاف بيار بحثَه المَبنِي على أسسٍ علمية، وجاء في اليوم الثالث نُقَّادٌ إنجليز وكُتَّابٌ مسرحيون ومؤرخون من مسرح الرويال كورت ومسرح شكسبير ليجهضوا كل ما حمَلَه ديكاف بيار في رَحِمه النقدي، ونزلَ المولودُ مشوَّهًا وعبَّقت رائحتُه الكريهة شوارعَ تل أبيب، وعادت اللجنة الإنجليزية تحمل معها مواثيقَ الحفاظ على تراثِها، كما كانوا يحملون في نفس الوقت عرضاً لبيع شكسبير بخمسمائة مليون استرليني لتعجيزِهم عند إصرارهم. (بعدَها بعامٍ واحد أعلنَ ناقدٌ مسرحي سوداني أن شكسبير أصلُه سوداني، وقدَّم َوثائقَ وأدلةً أهمها أن اسمَه الحقيقي الشيخ زبير، لم ترسِل إنجلترا لجنةً أدبية فنية لإجهاض فرضية السودان للسطو على شكسبير، وإنما أرسلت لجنةً سياسيةً دينية لتقسيم السودان ولم تغادِرْ إلا في عام 2011 حينما أصبحَ السودانُ دولَتَيْن. عبد السلام إبراهيم