كانت رشيد بمثابة معسكر حربي يفي بمتطلبات الجيوش الفاتحة ومركزا لانطلاقها نحو فتوحات أخرى، وقد حرص المسلمون على اختيار موقع المدينة بحيث تكون على اتصال برى مباشر بمركز القيادة، وبعيدا عن البحر حتى لا تكون في مرمى الأساطيل المعادية ولاسيما أن المسلمين لم تكن لهم القوة البحرية التي تمكنهم من الدفاع عن مدن ساحلية.
وهذا على عكس مدينة الإسكندرية التي تقع مباشرة على البحر المتوسط وكان ذلك سببا في تعرضها للكثير من الغارات والغزوات واحتلالها أكثر من مرة خاصة من العصر الفاطمي إلى عصر محمد علي.
وقد اكتفى العباسيون بإنشاء رباط رشيد، ولم يثبت أنهم أنشئوا أسوارا حول المدينة، ويبدو أنهم اكتفوا بالحدود الطبيعية للمدينة البعيدة عن البحر والذي تفصله عنها كثبان رملية يصعب السير فيها ويسهل السيطرة عليها، وكان من السهل إغلاق المدينة أمام الغزاة، كما كان قوام سكان المدينة من الجند الفاتحين