أجد أن الحياة غير مشوّقة على الإطلاق، وخاصةً عندما كنت أعمل ثمان ساعات في اليوم واثنتا عشرة ساعة في اليوم. أغلب الرجال يعملون ثمان ساعات يومياً طوال الأسبوع. وهم لا يحبون الحياة أيضاً. لا يوجد سبب لرجل يعمل ثمان ساعات كل يوم يجعله يحب الحياة. ينام ثمان ساعات، ويعمل ثمان. لقد ناقشت الأمر هذا مع صديق لي ذات مرة، أن الرجل الذي يعمل ثمان ساعات في اليوم، بالإضافة إلى كل الأشياء الأخرى التي عليه أن ينجزها - كأن يحصل على رخصة قيادة، يتفقد إطارات سيارته، يتشاجر مع حبيبته، يتسوّق من البقالة - سيتبقى له ساعتان أو ساعة أو نصف ساعة يقضيها مع نفسه. بإمكانه أن يعيش بحق ساعة أو ساعة ونصف من يومه وبقية الساعات تذهب هباءً. هذا ما اضطررت لفعله معظم فترات حياتي. ولم أكن أحب هذا. وأعتقد أن أي رجل يحب هذا سيكون مغفلاً. من المستحيل أن أحب الحياة بهذة الطريقة .
محمد الضبع