تكفيها جدران الغرفة و تكفيها صورة جدّها المعلّقة أمام فراشه, يطل منها عليها بابتسامته التى افتقدتها طويلاً .. كأنه يخبرها بأنه معها و بأنه لن يترك الشيئ يدمّر حياتها جدّها الذى كان لا يناديها إلا ب يا سوسة فكانت تضحك هى و تلقى بنفسها على ساقيه لتدفن وجهها فى لحيته البيضاء الطويلة لتشتم فيها رائحة المسك والأمان و عبق السنوات الطويلة التى عاشها جدّها قبل أن يموت وحيداً فى فراشه , حيث تجلس هى الآن تقاوم النوم بآخر ماتبقى لديها من قدرة على التحمّل .. لكن هاهو جدها يبتسم لها الآن فى صورته يخبرها بأنه لا بأس .. نامى يا صغيرتى و سأظل هنا لأحرسك .. لن يأخذك الشيئ و لن يقتحم عزلتك أحد .. نامى يا سوسة واطمئنى فأنا هنا من أجلك. تامر إبراهيم