ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻻ ﻳﺆﺳﺲ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﺔ٬ ﺃﻭ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﻫﻰ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ٬ ﺇﺫ ﻻ ﻳﻜﻔﻰ ﻓﻰ ﻃﺒﻊ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻟﻐﻴﺮﻩ : ﺍﻓﻌﻞ ﻛﺬﺍ٬ ﺃﻭ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﻛﺬﺍ . ﻓﺎﻟﺘﺄﺩﻳﺐ ﺍﻟﻤﺜﻤﺮ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ٬ ﻭﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻌﻬﺪﺍ ﻣﺴﺘﻤﺮﺍ ﻭﻟﻦ ﺗﺼﻠﺢ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻮﺓ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ٬ ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﻓﻰ ﻧﻔﻮﺱ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺃﺛﺮﺍً ﻃﻴﺒﺎ. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﻤﻦ ﺗﻤﺘﺪ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺼﻪ٬ ﻓﻴﺮﻭﻋﻬﺎ ﺃﺩﺑﻪ٬ ﻭﻳﺴﺒﺒﻬﺎ ﻧﺒﻠﻪ ٬ ﻭﺗﻘﺘﺒﺲ - ﺑﺎﻹﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺾ - ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ٬ ﻭﺗﻤﺸﻰ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﺼﺔ ﻓﻰ ﺁﺛﺎﺭﻩ. ﺑﻞ ﻻﺑﺪ - ﻟﻴﺤﺼﻞ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ - ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻰ ﻣﺘﺒﻮﻋﻪ ﻗﺪﺭ ﺃﻛﺒﺮ ٬ ﻭﻗﺴﻂ ﺃﺟﻞ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺜﻼً ﺃﻋﻠﻰ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ٬ ﻓﻬﻮ ﻳﻐﺮﺱ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﺴﺎﻣﻰ ٬ ﺑﺴﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﻃﺮﺓ ٬ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻐﺮﺳﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﻭﻋﻈﺎﺕ.. ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ - ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﺎﺣﺸﺎ ﻭﻻ ﻣﺘﻔﺤﺸﺎ ٬ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ﺧﻴﺎﺭﻛﻢ ﺃﺣﺎﺳﻨﻜﻢ ﺃﺧﻼﻗﺎ .
محمد الغزالي