وقد أنظر إلى أنظمة الحكم هناك، فأجد القادة بلغوا فى ثقافتم أعلى شأو، وفى تجربتهم أعظم خبرة.. ومع اقتدارهم على الرأى السديد فهم يستشيرون أهل الحل والعقد فى بلادهم، ويستمعون بإخلاص إلى الرأى الآخر، وإلى النصح المجرد، وكأن على لسان كل منهم كلمة أبى بكر 'وليت عليكم ولست نجيركم، إن رأيتم خيرا فأعينونى، وإن رأيتم شرا فقوموق ' أما نحن فقد وقعت أمورناء بين أيدى أقزام متعالمين متطاولين، لاندرى من أين جاءوا، ثم نسمع الواحد منهم يقول فى صلف ورهو: 'ما اريكم إلا ما ارى، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد '!! قائد الحق تجرى على لسانه صيحة فرعون- قبحه الله- وقائد الباطل تجرى على لسانه كلمة الصديق رضى الله عنه!! ما يكون المصير مع هذا البلاء، فى الاحوال السياسية والعمرانية التى تسود أرض الإسلام.
محمد الغزالي