ﻻ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻷﻣﺔ ﻭﻻ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻻ ﻷﺳﺮﺓ ﺇﻻ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﻣﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ٬ ﻭﻣﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻛﺮﻳﻤﺔ. ﻓﻠﻮ ﺃﻥ ﺣﻜﻤﺎ ﺣﻤﻞ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ٬ ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻮﺟﺪﻭﻩ ﻻ ﻳﻌﺪﻝ ﻓﻰ ﻗﻀﻴﺔ٬ ﻭﻻ ﻳﺮﺣﻢ ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ٬ ﻭﻻ ﻳﻮﻓﻰ ﻓﻰ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ٬ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺪ ﺍﻧﺴﻠﺦ ﻋﻦ ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻀﺎﻟﺔ٬ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺃﻫﻼ ﻷﻥ ﻳﻌﻦ ﻓﻰ ﻓﺠﺎﺝ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎء. ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ : ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺑﻘﻮﻡ ﺧﻴﺮﺍ ﻭﻟﻰ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء٬ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺤﻤﺎء٬ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺑﻘﻮﻡ ﺷﺮﺍ ﻭﻟﻰ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎء٬ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺨﻼء. ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ٬ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻓﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﺔ٬ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﻠﻤﺔ . ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻰ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻷﻭﻟﻰ ـ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﺳﻨﺔ ـ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ٬ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ٬ ﻓﺈﻥ ﻧﻘﺼﺖ ﺃﻣﺔ ﺣﻈﺎ ﻣﻦ ﺭﻓﻌﺔ ﻓﻰ ﺻﻠﺘﻬﺎ ﺑﺎﷲ٬ ﺃﻭ ﻓﻰ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺒﻘﺪﺭ ﻧﻘﺼﺎﻥ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﺎ ﻭﺍﻧﻬﺰﺍﻡ ﺧﻠﻘﻬﺎ.
محمد الغزالي