إن الوعى بمعانى القرآن وأهدافه يعطى الاطار العام للرسالة الاسلامية، ويبين الأهم فالمهم من التعاليم الواردة ويعين على تثبيت السنن فى مواضعها الصحيح والانسان الموصول بالقرآن دقيق النظر إلى الأكوان ،خبير بازدهار الحضارات وانهيارها، نير الذهن بالأسماء الحسنى والصفات العلى ، حاضر الحس بمشاهد القيامة وما وراءها، مشدود إلى أركان الأخلاق والسلوك ومعاقد الايمان، وذلك كله وفق نسب لا يطغى بعضها على بعض وعندما يضم إلى ذلك السنن الصحاح مفسرة للقرآن ومتممة لهداياته فقد أوتى رشده. والمسلم الذى يحترم دينه وأمته لايرى الصواب حكرا عليه فيما يعتنق من وجهات النظر! قد يرى الصمت وراء الامام عبادة ، ولكنه لايزدرى أو يخاصم من يرى القراءة عبادة! وقامت مذاهب كثيرة متحابة، حتى جاء من يرى فى الحديث رأيا، خطأ كان أم صوابا ثم يقول: هذا هو الدين، لا دين غيره.
محمد الغزالي