ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ﻓﻰ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﺳﻬﻮﻻ ﺧﻀﺮﺍء ﻣﻨﺒﺴﻄﺔ ٬ ﻻ ﻧﺠﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﺎﺩ٬ ﻭﺃﻋﺮﺍﺏ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﺭﺟﺎء ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻝ٬ ﺗﺴﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻮﺣﺸﺔ٬ ﻭﻳﻐﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﺠﺪﺏ. ﻭﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺰﺭ ﺗﻄﺎﻟﻊ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎء ﺑﺤﺎﺭﺍ ﻻ ﺁﺧﺮ ﻟﻬﺎ٬ ﺗﺴﺮﺡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ٬ ﻭﺗﺴﺒﺢ ﺍﻟﺴﻔﻦ. ﻭﺯﻧﻮﺝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻳﺤﻴﻮﻥ ﻭﺳﻂ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ٬ ﻭﺃﺷﻌﺔ ﻣﺤﺮﻗﺔ٬ ﻭﻃﻔﻮﻟﺔ ﻓﻰ ﺃﻃﻮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.. ﻭﻛﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﻳﺨﻄﺊ ﺇﻥ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺟﻤﻊ ﻻ ﻳﻌﺪﻭ ﻣﺎ ﺭﺁﻩ٬ ﻭﻋﺎﺵ ﻓﻰ ﻃﻮﺍﻳﺎﻩ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎﻟﺖ ﺍﻷﻟﻒ٬ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮ ﺍﻟﻈﻦ٬ ﻓﺈﻥ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺘﻰ ﺣﺠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻜﺸﻒ٬ ﻭﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ٬ ﻭﺃﻥ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ..!! ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺪﻳﻦ ٬ ﺇﻥ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﺎ ﺑﻠﻰ ﺑﻪ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻪ ﻭﻧﺴﻴﺎﻥ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ٬ ﺛﻢ ﺗﻀﺨﻴﻢ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ٬ ﻭﺗﻬﻮﻳﻦ ﻣﺎ ﻳﺠﻬﻞ!! ﻭﻗﺪ ﺗﻬﻮﻥ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﻓﻰ ﺷﺌﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ٬ ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡﻭﻫﻮ ﺟﻤﻠﺔ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺃﺣﺼﺎﻫﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺑﻴﻨﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ٬ ﻓﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺟﻞ ﻭﻳﻌﻈﻢ ﺇﺫ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻗﺪ ﺗﺸﺒﻪ ﻣﺜﻼ ﺟﻬﺎﺯ` ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻮ ` ﺗﻜﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ ﻋﺪﺩﻩ ﻭﺻﻤﺎﻣﺎﺗﻪ٬ ﺛﻢ ﻳﺘﻌﻄﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻣﻨﻪ ﻻﻧﻜﺴﺎﺭ ﻗﻄﻌﺔ ﻓﻴﻪ ﻻ ﺗﺴﺎﻭﻯ ﺑﻀﻌﺔ ﻗﺮﻭﺵ!! ﺃﻭ ﻛﺎﻟﻤﻨﻀﺪﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺘﻜﻔﺄ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ٬ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﺊ ﻟﻘﺼﺮ ﻓﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﻗﻮﺍﺋﻤﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻼﺟﻪ ﺑﺠﻬﺪ ﺗﺎﻓﻪ. ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻗﺪ ﻳﺴﺮﻯ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﺺ. ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﻃﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻮﺝ ﺑﺎﻟﻎ- ﻣﻨﺬ ﻋﺪﺓ ﻗﺮﻭﻥ- ﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻭﻣﻌﻠﻤﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻣﻌﺎﻟﻤﻪ٬ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺃﻭ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ٬ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻛﺎﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺿﻄﺮﺏ ﻓﻰ ﻋﻘﺎﻗﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﺍء٬ ﺯﺍﺩ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﻧﻘﺼﻪ٬ ﻭﻧﻘﺺ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺯﻳﺎﺩﺗﻪ ﻓﺼﺎﺭ ﺩﻭﺍﺅﻩ ﺩﺍءﺍ .
محمد الغزالي