ﻛﺮﻩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺮء ﺍﻟﻌﻠﻢ٬ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻧﺒﻎ ﻓﻴﻪ ﺍﺳﺘﻜﺒﺮ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ٬ ﻭﺍﺗﺨﺬﻩ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺸﻐﺐ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍء. ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ: ﻻ ﺗَﻌَﻠﻤُﻮﺍ ﺍﻟﻌِﻠﻢَ ﻟﺘﺒﺎﻫﻮﺍ ﺑﻪ ﺍﻟﻌُﻠﻤﺎء٬ ﻭﻻ ﺗﻤﺎﺭﻭﺍ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎء٬ ﻭﻻ ﺗﺨﺮﻭﺍ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ٬ ﻓﻤﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺭ . ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ـ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﻓﻨﻮﻧﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻭﻳﺔ ـ ﻟﻢ ﻳﺰﺩﻫﺮ ﻭﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺑﻠﻐﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺩ ﺍﻟﺤﻖ٬ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ.ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻰ ﺃﻟﺒﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﺑﺘﺤﻤﻞ ﻣﺸﺎﻕ ﺍﻟﻌﻴﺶ٬ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻸﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺮﺟﺔ. ﻓﺈﻥ ﺇﺧﻼﺹ ﺍﻟﻨﻴﺔ٬ ﻻ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺇﻋﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﻠﺺ٬ ﻭﺗﺤﻤﻴﻠﻪ ﺍﻷﺫﻯ .
محمد الغزالي