الشيخ محمد الغزالي
ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻠﺤﻆ ﻓﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﻜﺬﺑﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺒﺤﺚ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﺑﺤﺜﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻭﻫﺐ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻘﻞ٬ ﻭﺗﻤﻨﺤﻪ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﻳﺔ٬ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺸﻲء ﺁﺧﺮ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺃﻥ ﻧﻜﺸﻔﻪ! ﻓﺈﻥ ﺟﺮﺛﻮﻣﺘﻪ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻔﺴﺪ ﺍﻷﻡ ﺣﺘﻰ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ.. ﻣﺎﺫﺍ ﻃﻠﺐ ﻧﻮﺡ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ؟ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺃﺧﻮﻫﻢ ﻧﻮﺡ ﺃﻻ ﺗﺘﻘﻮﻥ ﺇﻧﻲ ﻟﻜﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺃﻣﻴﻦ ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﻭﺃﻃﻴﻌﻮﻥ . ﺛﻢ ﻭﺻﻒ ﻟﻬﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﺃﻟﻢ ﺗﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﺳﺒﻊ ﺳﻤﺎﻭﺍﺕ ﻃﺒﺎﻗﺎ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻓﻴﻬﻦ ﻧﻮﺭﺍ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺳﺮﺍﺟﺎ ﻭﺍﷲ ﺃﻧﺒﺘﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻧﺒﺎﺗﺎ ﺛﻢ ﻳﻌﻴﺪﻛﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺨﺮﺟﻜﻢ ﺇﺧﺮﺍﺟﺎ ﺍﻟﺦ. ﻟﻜﻦ ﻗﻮﻡ ﻧﻮﺡ ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮﻭﺍ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻟﻪ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ ﻭﺣﻘﻮﻗﻪ! ﺑﻞ ﻓﻜﺮﻭﺍ ﻓﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ ﻭﻣﺎﻟﻬﻢ ﻭﺟﺎﻫﻬﻢ٬ ﻭﺣﺴﺒﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺳﺘﺠﻌﻞ ﻧﻮﺣﺎ ﻓﻮﻗﻬﻢ ﺩﺭﺟﺔ٬ ﻭﺗﺠﻌﻞ ﻗﻤﺖ ﺳﺒﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﺃﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺍ! ﻭﺍﻟﻐﺒﻰ ﻳﺮﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﺬﻛﺎء ﺗﺤﺪﻳﺎ ﻟﻪ٬ ﻭﻳﺨﺎﺻﻢ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻳﺘﻮﺟﺲ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻌﻪ! ﻭﺗﺄﻣﻞ ﻓﻰ ﺭﺩ ﻗﻮﻡ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ : ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻸ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﻣﺎ ﻧﺮﺍﻙ ﺇﻻ ﺑﺸﺮﺍ ﻣﺜﻠﻨﺎ ﻭﻣﺎ ﻧﺮﺍﻙ ﺍﺗﺒﻌﻚ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺃﺭﺍﺫﻟﻨﺎ ﺑﺎﺩﻱ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﻣﺎ ﻧﺮﻯ ﻟﻜﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺑﻞ ﻧﻈﻨﻜﻢ ﻛﺎﺫﺑﻴﻦ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺩ ﻛﻠﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻰ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ٬ ﻭﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺪﻗﻮﻧﻪ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ ﺃﺭﺍﺫﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ٬ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻰ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻭﺇﺧﻼﺻﻬﻢ٬ ﻓﻠﻴﺴﻮﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺘﻤﺮﺩﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ.. ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ﻭﺍﻷﻣﻜﻨﺔ . محمد الغزالي
اقتباسات أخرى للمؤلف