إن أولى النهى أجمعوا على أن الحضارة الحديثة تربط الإنسان بالأرض وتقطعه عن السماء، وتعلق قلبه بمآرب الدنيا، وتذهله عن مطالب الآخرة، وتعمل على سوق البشر بعيدا عن الله... أى أنها تسير فى اتجاه معاكس للدين كله، وربما أعانها على إدراك بعض النجاح فشل المتدينين فى تقديم المنهج الإلهى مشبعا للعقل والقلب كافلا للدنيا والآخرة ، ملبيا لحاجات الروح والجسد والعاجلة والآجلة ... ونحن المسلمين أغنى الناس بمواد البناء في هذا المجال ،وفي تراثنا ما يكفي ويشفي إذا أحسنا الإدراك والإفادة .
محمد الغزالي