ﻗﺎﻝ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﺑﻦ ﻣﻬﺮﺍﻥ: ﺛﻼﺛﺔ ﻳﺆﺩﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﻔﺎﺟﺮ: ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ٬ ﻭﺍﻟﻌﻬﺪ٬ ﻭﺻﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ . ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻮﺩﻳﻌﺔ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ٬ ﻫﻮ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﺍﻟﻔﺎﺟﺮﺓ. ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﷲ ﻳُﻜﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ٬ ﻗﺎﻝ: ﻳُﺆﺗﻲ ﺑﺎﻟﻌﺒﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔـ ﻭﺇﻥ ﻗُﺘﻞ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﷲ ـ ﻓﻴُﻘﺎﻝ : ﺃﺩﱢ ﺃﻣﺎﻧﺘﻚ! ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﺃﻯ ﺭﺏ٬ ﻛﻴﻒ ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؟ ﻓﻴُﻘﺎﻝ : ﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ٬ ﻭﺗُﻤﺜﻞ ﻟﻪ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ﻛﻬﻴﺌﺘﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺩُﻓﻌﺖ ﺇﻟﻴﻪ٬ ﻓﻴﺮﺍﻫﺎ ﻓﻴﻌﺮﻓﻬﺎ٬ ﻓﻴﻬﻮﻯ ﻓﻰ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻳُﺪﺭﻛﻬﺎ ﻓﻴﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻜﺒﻴﻪ٬ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻇﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﺯﻟﺖ ﻋﻦ ﻣﻨﻜﺒﻴﻪ٬ ﻓﻬﻮ ﻳﻬﻮﻯ ﻓﻰ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﺃﺑﺪ ﺍﻷﺑﺪﻳﻦ٬ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻣﺎﻧﺔ٬ ﻭﺍﻟﻮﺿﻮء ﺃﻣﺎﻧﺔ٬ ﻭﺍﻟﻮﺯﻥ ﺃﻣﺎﻧﺔ٬ ﻭﺍﻟﻜﻴﻞ ﺃﻣﺎﻧﺔ٬ ﻭﺃﺷﻴﺎء ﻋﺪﺩﻫﺎ٬ ﻭﺃﺷﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺩﺍﺋﻊ . ﻗﺎﻝ ﺭﺍﻭﻯ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ: ﻓﺄﺗﻴﺖُ ﺍﻟﺒﺮﺍء ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ٬ ﻓﻘﻠﺖُ : ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ؟ ﻗﺎﻝ: ﻛﺬﺍ! ﻗﺎﻝ ـ اﻟﺒﺮﺍء ـ ﺻﺪﻕ٬ ﺃﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﷲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﷲ ﻳﺄﻣﺮﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻭﺍ ﺍﻷﻣﺎﻧﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﺣﻜﻤﺘﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺗﺤﻜﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ. ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ٬ ﻭﺗﻌﺼﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﺎﻳﺎ٬ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺜﺎﺑﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﻓﻰ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺮء٬ ﻭﺭﺳﺖ ﻓﻰ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ٬ ﻭﻫﻴﻤﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺍﻧﻰ ﻭﺍﻟﻘﺎﺹ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ .
محمد الغزالي