الشيخ محمد الغزالي
ولقد عجبت لخلاف وقع بين شباب من المسلمين أثاره بعضهم بتشاؤم هو: نحن جماعة المسلمين ٬ أم نحن جماعة من المسلمين؟ والإجابة على هذا السؤال لها نتائج ذات بال. بل نتائج ترتبط بها صيانة دماء وأموال! فإن الذين يحسبون أنفسهم جماعة المسلمين يرون مخالفة قائدهم ضربا من مخالفة الله ورسوله ٬ وطريقا ممهدة إلى النار وبئس القرار! إلا أننى عز على أن يلعب بالإسلام وأبنائه بهذه الطريقة السمجة ٬ وأن تتجدد سياسة الخوارج مرة أخرى ٬ فيلعن أهل الإيمان ويترك أهل الطغيان. وبم؟ باسم أن القائد وبطانته هم وحدهم أولو الأمر! وأن لهم حق السمع والطاعة؟ وأن الخارج عليهم يصدق فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : `من رأى من أميره شيئا فكرهه فليصبر ٬ فإنه ليس ` أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهليةوقوله : ` من خلع يدا من طاعة لقى الله لا حجة له ٬ ومن مات وليس فى عنقه بيعة مات ميتة جاهلية `. وهذه الأحاديث وأمثالها وردت فى منع الفتوق الجسيمة التى يحدثها الشاغبون على الدولة ٬ الخارجون على الحكام. وقد عانى المسلمون وعانت خلافتهم الكبرى أقسى الآلام من ثورات الحانقين والناقمين ٬ وربما كان سقوط الحكم الإسلامى فى الأرض بسبب هذه الانتفاضات الهائلة... بيد أن تعليم هذا الجنون كان أسلوب تربية وتجميع عند بعض الناس!! أن يقال أن الولاء للقيادة يكفر السيئات ٬ وأن الخروج عن الجماعة يمحق الفضائل ٬ أى إسلام هذا . محمد الغزالي
اقتباسات أخرى للمؤلف