المسلم الذى يعلن أنه مؤمن بالله، إن كان صادق الإيمان لم يجز له أن يخشى الناس ولا يخشى الله، وأن يدعو الناس ويرجوهم، ولا يدعو الله ويرجوه. المسلم الحقيقى إن للإسلام أخلاقا لا يمكن أن تنفك عن المسلم، إنها تصبغ سريرته، وتحد مسيرته، وتجعله يتوكل على الله، ويفوض إليه أمره، ويتعلق برفده، ويوجل من غضبه، ويتشبث بحبله، ويثق بما عنده، ويحب ويبغض فيه، ويعطى من أجله ويمنع، ويخاصم ويسالم ويختلط ويعتزل.. إن لمعرفة الله آثارا حاسمة فى الأخلاق والأعمال، وفى هذه الأيام التى يتعرض الإسلام فيها للموت، لا نقبل عالما يتملق الظلمة بالفتوى الضالة، ولا مداهنا يبيع دينه بعرض من الدنيا، ولا خائنا يسوغ الهزيمة قبولا للأمر الواقع، ولا أنانيا تهمه نفسه ولا تهمه أمته. فى الخلاص من هزيمة أحد ومحوا لآثارها بين المؤمنين والكافرين .
محمد الغزالي