وجاءت حياتنا الفنية انعكاسا لهذه النظرة الشاملة، التي تعلي من شأن الخارج علي حساب الداخل فالمعيار يهبط عليك من علٍ ولا ينبثق من طويّتك، فكانت الأولوية في حياتنا الفنية كلها بوجه عام هي لسلامة الشكل لا لحيوية المضمون فالرسوم أشكال هندسية، والقصائد تفعيلات موزونة. وتسربت هذه الشكلية إلي مناشط الحياة جميعاً. فما دمت قد حافظت علي الشكل المقبول _عند القانون أو الشرع أو العرف_ فقد أديت واجبك، بغض النظر عما ينطوي عليه هذا الشكل من لباب الفعل نفسه وما يؤدي إليه من نتائج ضارة أو نافعة.
زكي نجيب محمود