وتحولت إلى جهة اخرى، وإلى اخرى وإلى اخرى، وإن توجهت لاقيت اقواما ينبعث من صدورها التظلم والعويل وتخيم فوقها الأجنحة السوداء. رجال ونساء، شيوخ واطفال، مثرون ومعدمون، عبيد الوراثة، وعبيد العاهات، وعبيد الأمراض، وعبيد الجهل، وعبيد الأوهام، وعبيد الطمع، وعبيد الحاجة، وعبيد الحياء الإنساني، وعبيد الغرور، وعبيد الكذب، وعبيد الحسد، وعبيد الأهل، وعبيد الأبناء، وعبيد الغرباء، يزحفون جميعا من كل ناحية كالجحافل الجرارة وهدير شكواهم كهدير العباب المتلاطم، فصرخت جزعا من أنتم، من أنتم؟ والعبيد، كل العبيد، عبيد الماضي والحاضر والمستقبل، أجابوا كجوق رهيب نحن العبودية الدائمة! قلت كلا، كلا! لقد ألغيت العبودية وأنتم أحرار، إرفعوا أيديكم لا سلاسل فيها: حركوا أقدامكم لا قيود تثقلها ! فقالوا: السلاسل والقيود اقل رموز العبودية هولا. القيود في دمائنا وأهلنا وأوطاننا. القيود في رغباتنا وحاجاتنا. القيود في بشﻻيتنا فصرخت بملء صوتي اقول لكم انتم احرار ولا عبودبة في القرن العشرين؟ فقالوا: إذا محيت من العبودية صورة رسمت أخرى، لأن اصل العبودية باق على كر الزهور. نحن العبودية الدائمة. نحن أودية الحياة المجوفة عند أقدام الرواسي.
مي زيادة