وكان في البيت طفل صغير ممتليء نشاطاً وكان أميل إلى الصخب والصياح لا يهدأ ولايخضع لأمرِ يؤمر به ولكنه كان إذا نظرت إليه هذه المريضة هدأت ثائرته وأقبل عليها وصعد إلى سريرها وجلس بجانبها أهدأ ما يكون وكان شديد الحدب عليها .. رأى بعضهم يريد إغلاق بابها دونه فغضب وهدد من يحاول ذلك مرة أخرى كأنه يخشى أن يؤذيها الناس إن لم يكن عليها رقيباً .. وكان كل من في البيت يشعر أن بين روح هذا الطفل وروح هذه المريضة تواؤماً واتفاقاً عجيبين،كأن الأرواح لا عمر لها وكأنها حين تتفق لا يعنيها مايكون بين أصحابها من اختلاف في السن
محمد كامل حسين