انسان في نهاية المطاف قضية، هكذا قلت، وهذا هو الصحيح، ولكن أية قضية ؟ هذا هو السؤال ! فكر جيدا. خالد هو ايضا قضية، ليس لأنه ابني، ففي الواقع... دع تلك التفاصيل، على أية حال، جانبا... إننا حين نقف مع الإنسان فذلك شيء لا علاقة له بالدم واللحم وتذاكر الهوية وجوازات السفر... هل تستطيع أن تفهم ذلك ؟ حسنا، دعنا نتصور أنك استقبلتنا كما حلمنا وهما عشرين سنة- بالعناق والقبل والدموع... أكان ذلك قد غير شيئا؟ إذا قبلتنا أنت، فهل نقبلك نحن؟ ليكن اسمك خلدون أو دوف او اسماعيل او اي شيء آخر... فما الذي يتغير ؟ ومع ذلك فأنا لا أشعر بالاحتقار إزاءك، والذنب ليس ذنبك وحدك، ربما سيبدأ الذنب من هذه اللحظه ليصبح مصيرك، ولكن قبل ذلك ماذا؟ أليس الانسان هو ما يحقن فيه ساعة وراء ساعة ويوما وراء يوم وسنة وراء سنة ؟ إذا كنت أنا نادما على شيء فهو انني اعتقدت عكس ذلك طوال عشرين سنة.