سلاماتٌ .. سلاماتٌ ..
إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرّحمة ..
إلى أزهاركِـ البيضاءِ ..
فرحةِ ساحةِ النّجمة ..
إلى تختي .. إلى كتبي ..
إلى أطفالِ حارتنا ..
وحيطانٍ ملأناها بفوضى من كتابتنا ..
إلى قططٍ كسولاتٍ ..
تنامُ على مشارقنا ..
وليلكةٍ مُعرّشةٍ
على شبّاكِـ جارتنا
مضى عامانِ .. يا أمّي ..
ووجهُ دمشقَ ..
عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
يعضُّ على ستائرنا ..
وينقرنا ..
برفقٍ من أصابعنا ..
مضى عامانِ يا أمّي
وليلُ دمشقَ .. فلُّ دمشقَ
دورُ دمشقَ
تسكنُ في خواطرنا
مآذنها .. تضيءُ على مراكبنا
كأنَّ مآذنَ الأمويِّ قد زُرعت بداخلنا ..
كأنَّ مشاتلَ التّفاحِ تعبقُ في ضمائرنا
كأنَّ الضّوءَ ، والأحجارَ
جاءت كلّها معنا ..
أتى أيلولُ يا أمّاهُ ..
وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
ويتركُـ عندَ نافذتي
مدامعهُ وشكواهُ !
أتى أيلُول .. أين دمشق
نزار قباني