أنا من الخارج لي حدود، ينتهي طولي عند 170 سنتيمتر، لي سقف ينتهي جسدي عنده، ولكنني من الداخل بلا سقف وبلا قعر. وإنمّا أعماقٌ تؤدي إلى أعماق، وأفكار وصور وأحاسيس ورغبات لا تنتهي أبدًا إلا لتبدأ من جديد كأنّها متصلة بينبوع لا نهائي. وهي أعماق في تغيّر دائم وتبدلٍ دائم. بعضها يطفو على السطح فيكون شخصيتيّ وبعضها ينتظر دوره في الظلام. وأنا في الخارج أتبدّل أيضًا، الواقع يكشط هذه القشرة الّتي تطفو خارجي فتطفو قشرةٌ أخرى من عقلي الباطن محلّها. وكلما أمسكت بحالة من حالاتي وقلت هذا هو أنا، ما تلبث هذه الحالة أن تفلت من أصابعي وتحلّ محلها حالة أخرى هي أنا أيضًا .
مصطفى محمود