إنّك تحب.. وتقضي الليل تفكّر في المرأة التي تحبّها.. وتصارع رغبة تكاد تقفز من فمك.. تقاوم لهفة تًلهِب قدميك لتجري.. وتجري خلفها.. ولكنك لا تفعل.. لأن هناك رياحا أخرى تهبّ في نفسك في اتّجاه آخر مضادّ.. هي نواهي الأخلاق وأوامر الوالدين.. والخوف.. والخجل.. وعدم الثّقة.. والميراث الشرقيّ العريض من الحياء والتقاليد.. وبين القوّتين المتضادّتين تقف معلَّقا.. وقد شنقت حريّتك وتدلّت زرقاء لاهثة الأنفاس من حبل القلق.. لقد حاولت أن تًلقي برغبة صادقة إلى الخارج.. فكانت النتيجة أن ألقى بها السّجان في قفص تحت الأرض.. في بدروم مًظلم داخل نفسك.. وهكذا كلّ شيء في حياتنا.. لا يجد طريقه إلى خارج نفوسنا سهلا
. مصطفى محمود