هنالك جزءٌ صغير ساذج في كل الروايات التي نحبها .
وما اعنيه بالروايات التي نحبها هي تلك الروايات التي أميل إليها وأهيم بها ولا أقول عنها كبيرة أو عظيمة، تجنبًا لأستخدام هذه الصفات في نعت الفنون السردية الرفيعة، لأنها تضفي على موصوفاتها سمة إلزامية على شعب القرّاء!، الذي سيصبح يماثل بعضه البعض الآخر، مؤديًا إشارات الاستحسان نفسها، بل وسيكتب الروايات المتشابهة نفسها!
الروايات التي نحبها تعني من جهة أخرى، الأدب الممتع الذي يناسبنا ويؤدي وظيفته الناجحة معنا.
أما الجزء الساذج؛ فهو تفصيلٌ حيوي صغير لابد منه، مفتتحٌ سهل وممل يفضي إلى رحبة قصة شائقة، أو مفصل بين ذروتين، لابد أن يكتب بيدٍ باردة، يمهد ويمرّن ويحفظ الأنفاس، مثل سكتة موسيقية تمارسها الآلات الكبيرة، بينما تنشغل الأجراس والمصوّتات الصغيرة بملئ الأسماع.
مأزقي مع الروايات التي لا أُحبها هو أن الجزء الساذج فيها أطول مافيها.. وكل مافيها أحيانًا.
مرتضي كزار