وما أن يُعلن البيت البيض في واشنطن عن عودة الماء الى بيروت الغربية حتى
يهب المحاصرون الى حنفياتهم إلانحن...نحن سكان هذه البناية العالية_
العالية الى اعلى نداء العطش.فقد حاصرنا صاحبها قبل حصار بيروت بسنين،
منذ انحلَّت السلطة فجُنَّ هو بسلطته:السلطة على الماء،
ما إن يتشاجرمع أحد المسأجرين أو مع زوجته،أو مع حسابه في البنك،
حتى يهب الى قطع الماء عنا جميعاً،
لذلك ربَّى فينا الصبر على الماء ربى فينا مدائح الماء.
وعلَّمنا ان نفرح بالماء حين يتدفق ساعة كما لم تفرح به قبائل داحس،
وحوّلَنا الى حراس انابيب ،نتجسس منذ الفجر على صوت الماء المرتقب.
وحين نسمع غرغرة الماء نعلن العيد ونجمع ما تهبنا رحمته من الاواني
والقناني والصحون والكؤوس وفي جيوب المعاطف الجلدية،
فالماء في هذه البناية كنز نُجللِّه بالطقوس،ونتحدث عن سيرته في سهراتنا
لقد وحَّدنا الماء والحديث هنه وجعلنا عائلة واحدة.
ولكن صاحب البناية يغار من شارون وينافسه في السادية.
فحين تبتهج بيروت الغربية بالإفراج عن الماء .....
نكتفي بدور التضامن،لأن هذه البهجة لا تشملنا ولأنَّ الماء لا يصل الينا.
نحن آخر الأسرى يا أبا ربيع.
اغفر لنا ذنوباُ لم نرتكبها ياأبا ربيع.
الدنيا حرب يا أبا ربيع.
والعفو عند المقدرةيا أبا ربيع،
وما مِن سميع وما من شفيع.
إلى أن إضررت الى الاستعانة باللجان الشعبية المسلحة التي أفرجت عن الماء بقوة.
فنسينا الحرب ونسينا الحصار من فرط ما فرحنا بالماء