سَيَمْضي زمانٌ طويلٌ ليصبح حاضرنا ماضيًا مثْلنا
سَنمْضي إلى حتْفنا، أوّلاً، سنُدافع عن شَجرٍ نَرْتَديه
وَعَنْ جَرَس اللّيل، عن قمرٍ، فوق أكواخنا نشْتهيه
وعن طيش غزلاننا سندافع، عن طين فخّارِنا سَندُافعُ
وعن ريشنا في جناح الأغاني الأخيرة. عمّا قَليل
تُقيمون عالمكُمْ فَوْق عالمنا: مِنْ مقابرنا تَفْتَحون الطّريق
إلى الْقمر الاصطناعيّ. هذا زمان الصّناعات. هذا
زمانُ المعادن، من قطعةِ الفحْم تبزغُ شمْبانيا الأقْوياءْ
هُنالك موْتى ومستوطناتٌ، وموْتى وبولدوزراتٌ، وموْتى
ومستشْفياتٌ، وموتى وشاشاتُ رادار ترْصُدُ مَوْتى
يموتون أكثر من مرّةٍ فى الحياة، وَتَرصُدُ موتى
يعيشون بَعْد الممات، وموْتى يُربّونَ وحْش الحضارات مَوْتًا،
وموتى يموتون كيْ يحملوا الأرض فوق الرّفات
إلى أيْن، يا سيّد البيض، تأخُذُ شعْبي،... وشعْبَك
إلى أيّ هاويةٍ يأخذ الأرض هذا الرّوبوتُ المدجّج بالطّائرات
وحَامِله الطّائرات، إلى أيّ هاويةٍ رحبةٍ تصعدون
لكم ما تشاؤون: رُوما الجديدة، إسْبارطةُ التكنولوجيا
وأيديولوجيا الجنون