محمود درويش
كم أَنت حُرُّ أَيها المنسيُّ في المقهى! فلا أَحدٌ يرى أَثَرَ الكمنجة فيك, لا أَحَدٌ يحملقُ في حضوركَ أو غيابكَ, .. منسيُّ وحُرٌّ في خيالك، ليس لاسمكَ أَو لوجهكَ ههنا عَمَلٌ ضروريٌّ. تكون كما تكون.... فلا صديقَ ولا عَدُوَّ هنا يراقب ذكرياتِكَ / فالتمسْ عُذْراً لمن تركتك في المقهى لأنك لم تلاحظ قَصَّةَ الشَّعْرِ الجديدةَ والفراشاتِ التي رقصتْ على غمَّازَتَيْها / والتمسْ عذراً لمن طلب اُغتيالكَ, ذات يومٍ ’ لا لشيءٍ ... بل لأنك لم تَمُتْ يوم ارتَطمْتَ بنجمة ... وكَتَبْتَ أولى الأغنيات بحبرها.... مقهىً، وأَنت مع الجريدة جالسٌ قي الركن منسيّاً، فلا أَحد يُهين مزاجَكَ الصافي، ولا أَحَدٌ يُفكرُ باغتيالكْ كم أنت منسيٌّ وحُرٌّ في خيالك
اقتباسات أخرى للمؤلف