من الصعوبة أن أنقل أفكاري إلى الورق، لو كنا نتحدث الآن معًا لفهمت ما أريد أن أقوله بسهولة أكثر. اسمعي: أريد أن نكتب معًا رواية، ومن نحن، ليس أنا وأنت فقط، بل وأريد أن يكتب الصغار. لو كتب عادل بعض الأشياء، وتركناها على بساطتها وصدقها، ولو كتب حامد، ولو كتبت أنت، ثم أكتب أنا بعد ذلك، لو هذا الشيء حصل، ضمن اطار ما، فإنّ ما نكتبه معًا، سيكون شيئًا جديدًا وجميلاً. ماذا تقولين؟ وحتى لا نضيع في دوامة قد لا نخرج منها، ‏فمن الضروري أن نحدد موضوعًا ونكتب فيه. ‏التعذيب مثلا، كيف تتصورين الموضوع؟ كيف يتصوره إنسان من الخارج؟ وليس اي إنسان، ‏إنسان له علاقة بشكل ما، في مستوى ما. ‏طبيعي يجب أن يكون الموضوع ذات امتدادات و متباينة: الذكرى، الأحاسيس، العلاقات وغير ذلك. وطبيعي أيضًا أن ننظر من زوايا مختلفة. هذه الزوايا المختلفة ضرورية لكي نرى الشيء من جميع جوانبه، فإذا ارتبط الموضوع أيضًا بالأزمان العديدة، أصبح شيئًا جديدًا. مثلاً: كيف يتصور عادل، وكيف يتصرف، وماذا يتفرع عن ذلك؟ وحامد وأنت وأنا. اذا نجحنا في أن نحاصر موضوعًا معينًا، من هذه الزوايا، يمكن أن يكون موضوعًا ناجحًا. لست متأكدًا ولكن هذا ما أتصوره، أو بالأحرى ما أطمح إليه.عبدالرحمن منيف