شكراً على التأبينِ والإطراءِ يا معشرَ الخطباء والشعراءِ شكراً على ما ضاعَ من أوقاتكم في غمرةِ التدبيـج والإنشاءِ وعلى مدادٍ كان يكفي بعضُـه أن يُغرِقَ الظلماءَ بالظلماءِ وعلى دموعٍ لو جَـرتْ في البيدِ لانحلّـتْ وسار الماءُ فوق الماءِ وعواطفٍ يغـدو على أعتابها مجنونُ ليلى أعقـلَ العقلاءِ وشجاعـةٍ باسم القتيلِ مشيرةٍ للقاتلين بغيرِما أسمـاءِ شكراً لكم، شكراً، وعفواً إن أنا أقلعتُ عن صوتي وعن إصغائي عفواً، فلا الطاووس في جلدي ولا تعلو لساني لهجةُ الببغاءِ عفواً، فلا تروي أساي قصيدةٌ إن لم تكن مكتوبةً بدمائي عفواً، فإني إن رثيتُ فإنّما أرثي بفاتحة الرثاء رثائي عفواً، فإني مَيِّتٌ يا أيُّها الموتى، وناجي آخر الأحياء ! أحمد مطر