فقد كان سقراط ينتقل بفلسفته في شوارع أثينا من حانوت إلى حانوت ، ومن ميدان إلى ميدان ؛ ثم جاء أفلاطون فأقر تعليمه الفلسفي في مدرسة اختارها لهذا التعليم هي الأكاديمية ، كان يعيش فيها ويختلف إليه تلاميذه فيدرسون ويتحاورون . أما أرسطاطاليس فقد تخير المدرسة واستقر فيها مع تلاميذه كما فعل أفلاطون ، ولكنه لم يكن يعلم ولا يحاور جالسًا مستقرًّا ، وإنما كان يمشي في حديقة مدرسته ومن حوله أصحابه وتلاميذه ، فيدرسون ويحللون ويستنبطون ؛ فكان وسطًا في ذلك بين سقراط المتنقل وأفلاطون المستقر ، ومن هذا المشي مع أصحابه سميت مدرسته مدرسة المشائين ، وأطلق اسم المشائين على الذين ينتمون إلى مذهب أرسطاطاليس في الفلسفة . طه حسين