وربما كان من الحق أن نقرر أن أرسطاطاليس قد نهض بالفلسفة نهوضًا عظيمًا ، ورقاها ترقية بعيدة الأثر ، حين عدل عن أسلوب الحوار إلى أسلوب البحث المباشر المتصل ؛ فقد يصلح الحوار في ألوان من الفلسفة وضروب من التفكير ، ولكنه من غير شك بعيد كل البعد عن أن يلائم البحث الفلسفي العميق عن الطبيعة وما بعد الطبيعة وعن المنطق ، وما يتصل به من فنون الأدب ، فهو إذا صح أسلوبًا للبحث السياسي والخلقي لا يصلح لغيرهما ، ومن هنا كانت فلسفة أرسطاطاليس في الطبيعة وما بعد الطبيعة أشد استقرارًا وأقدر على البقاء من فلسفة أفلاطون .طه حسين