وأكبر الظن أن عبد الله هذا إن كان كل ما يروى عنه صحيحا، إنما قال ما قال ودعا إليه بعد أن كانت الفتنة، وعظم الخلاف، فهو قد استغل الفتنة ولم يثرها، وأكبر الظن كذلك إن خصوم الشيعة أيام الأمويين والعباسيين قد بالغوا في أمر عبد الله بن سبأ هذا ليشككوا في بعض ما نسب من الأحداث إلى عثمان وولاته من ناحية، وليشنعوا على علي وشيعته من ناحية أخرى، فيردوا بعض أمور الشيعة إلى يهودي أسلم كيدا للمسلمين. وما أكثر ما شنع خصوم الشيعة على الشيعة ! وما أكثر ما شنع الشيعة على خصومهم فى أمر عثمان وفى غير أمر عثمان ! طه حسين