كان يري نفسه انسانا من الناس ولد كما يولدون، و عاش كما يعيشون، مقسم الوقت و النشاط فيما يقسمون فيه وقتهم و نشاطهم. و لكنه لم يكن يأنس الي احد، و لم يكن يطمئن الي شئ، قد ضرب بينه و بين الناس و الأشياء حجاب ظاهره الرضا و الأمن، و باطنه من قبله السخط و الخوف و القلق و اضطراب النفس، في صحراء موحشه لا تحدها الحدود، و لا تقوم فيها الاعلام، و لا يتبين فيها طريقه التي يمكن أن يسلكها، و غايته التي يمكن ان ينتهي اليها . طه حسين