منارة الصامتة جداً كمثل كرسي في مقهى مهجور كنت أقف قبالتها نتشارك الصمت نفسه أنا بمعطفي الأسود الهالك وهي بردائها الأصفر الأزلي . كنت أقف قبالتها ظهري للمدينة ووجهي للبحر ظهرها للبحر ووجهها للمدينة . كنت أقف قبالتها لا شيء مما يحدث خلفي يعنيني لا شيء مما يحدث خلفها يشغلها . كنت أقف قبالتها أغبط ثباتها الدائم تحسد حركتي الممكنة . كنت أقف قبالتها أفكر بالرجل الوحيد الذي يرافقني الرجل الذي تعرفت إليه للتو تفكر بالملايين الذين عرفتهم طويلا ولم يرافقها أحد . كنت أقف قبالتها قدماي لا تكادان تلامسان الرصيف و رأسي أخفض من شجرة تتهاوى قدماها مغروزتان في رمل سحيق و رأسها أعلى من إله متكبر . كنت أقف قبالتها أشفق على وحدتها الناصعة تشفق على وحشتي الملتبسة كنت أقف قبالتها تماماً قبل أن أصبح رقماً عابراً في لوح حسابها العتيق تلك المفردة العتيقة الشاهقة .
اقتباسات أخرى للمؤلف