وسبح فى الظلام صرير فرنا إلى الباب الضخم بذهول ، ورأى هيكله وهو يفتح بنعومة وثبات .. ومنه قدم شبح أحد الدروايش كقطعة متجسدة من انفاس الليل .. مال نحوه وهمس : _ استعدوا بالمزامير والطبول ، غداً سيخرج الشيخ من خلوته ويشق الحارة بنوره ، وسيهب كل فتى نبوتاً من الخيزران وثمرة من التوت .. استعدوا بالمزامير والطبول .. *********** عاد إلى دنيا النجوم والأناشيد والليل والسور العتيق ، قيض على أهداب الرؤية فغاصت قبضته فى أمواج الظلام الجليل وانتفض ناهضاً ثملاً بالإلهام والقدرة فقال له قلبه لا تجزع فقد ينفتح الباب ذات يوم تحية لمن يخوضون الحياة ببراءة الأطفال وطموح الملائكة .. وهتفت الحناجر شادية : دوش وقت سحر ازى غصه نجاتم دارند واندر آن ظلمت شب آب حياتم دارند . نجيب محفوظ