فيه حوار عظيم صاغه نجيب محفوظ في مسرحية من فصل واحد اسمها المطاردة،حوار بين الأحمر و الأبيض، حوار يفيد بهوّة التناقض اللي الراجل بيكون طالبها في الست اللي هيتجوزها، ميزان الرغبة واسع للغاية، استمتعوا به: الأحمر: وقع اختياري على زوجة ممتازة و لكن هتتفق أذواقنا؟ الأبيض: بيننا تقارب لا شك فيه و لا تنسَ تسامحني. (صمت) الأحمر: إني أحب اللون الخمري. الأبيض: اللون الأبيض لا يُعلَى عليه. الأحمر: بدأ الخلاف. الأبيض: (بسرعة) و مع ذلك فجميع الألوان واحدة. الأحمر: و أحب العود الممتليء. الأبيض: نحن في عصر الرشاقة. الأحمر: لا أتصور ذلك أبدًا. الأبيض: ليكن..ليكن.. بشرط ألا يزيد وزنها بعد المعاشرة. الأحمر: بل لا بأس من أن يزيد و أن تمتليء المواقع التي يريد الله لها أن تمتليء. الأبيض: (متنهدًا) لتكن إرادة الله. الأحمر: و رأيت من الحكمة أن تكون ذات مال و لو في الحدود المعقولة. الأبيض: يا له من تفكير تجاري! الأحمر: أنت جاهل بالدور الذي يلعبه المال في الحضارة! الأبيض: ليكن ما تريد، لا تعضب. الأحمر: و لا أقبل بحال أن تكون كاملة التعليم، حسبها التعليم الابتدائي، فالعلم زينة غير مقبولة للمرأة و هو يغريها دائمًا بالعمل الذي يحولها في النهاية إلى رجل. الأبيض: رأيك هذا كان رأيًا عصريًا في العصر الحجري. الأحمر: أنا لا يخيفني التعبير بالعصور القديمة. الأبيض: ما دمنا نرغب في أن نكون ثلاثة فأكثر، و ما دام ذلك في صالحنا و ضمانًا لأمننا المهدد، فلا يعني إلا القبول. الأحمر: و طالبت بأن تكون لعوبًا في نطاق الشرع! الأبيض: المرأة اللعوب لا يسعها إلا أن تكون لعوبًا سواء في نطاق الشرع أو خارجه. الأحمر: بل في نطاق الشرع وحده و سوف تري. الأبيض: فلنجرب على أي حال. (صمت) الأحمر: هل لك مواصفات أخرى؟ الأبيض: مواصفات هامشية و لكنها لا تخلو من فائدة، مثل البراعة في الحديث. الأحمر: لا أهمية لذلك، أنا أعرف زوجًا سعيدًا، ترجع سعادته أولًا إلى كون زوجته خرساء. الأبيض: و يا حبذا لو كانت تجيد الغناء! الأحمر: لا أهمية لذلك فلدينا الكفاية في الإذاعة و التليفزيون. نجيب محفوظ