و أخذت نفسًا عميقًا وقلت لنفسي الحمدلله ، و أعدت القول بصوت مسموع كأني أهنىء نفسي ! و لعلي كنت أهنيء نفسي حقًا على اليأس ، و أمنيها بالخلاص من القلق و العذاب واللهفة التي لازمتني منذ أشهر طوال ، أو منذ سكن الحب قلبي . و قلت لنفسي أيضًا : إني سعيد وليس أحق مني بالسرور أحد ، انتهت آلامي إالى الأبد! و خيل إلي أنني لو ألقيت بنفسي من جسر الملك الصالح -كما كان ينبغي أن أفعل في يوم مضى- لحلقت بدل أن أهوى من شدة السرور ! ذقت لذة اليأس في سرور هذياني غريب ، ومرت بي لحظات جنونية . نجيب محفوظ