لبيك يا بحرُ من داعٍ نطوفُ به ظمأى، فنروى، ولم تعذب مساقيه يا أشبه الخَلق بالمولى وقدرته لولا جلالته عن كل تشبيه تنضو الحياة على شطّيك ما لبست في ساحة العيش من غشٍ وتمويه يا بحرُ أذكرتني بحرَ الحياة وما يجيش ما بين ماضيه وآتيه والمرء يسبح فيه منذ مولده سبحًا يقربه مما يحاشيه وكم تمنى به الخيرات معجلةً فكان عادي المنايا في تمنيه لبيك يا بحرُ من وهّاب أعطيةٍ الدرُّ أبخسُ ما تهدي أياديه يعطي النفوس ويرويها وينعشها فإنما هي ذخرٌ من غواليه. عباس العقاد