عباس محمود العقاد
يقول الصديق رضي الله عنه إن خير الخصلتين لك أبغضهما إليك . فالدعوة التي تزيّن لنا ما نستنيم إليه ليست بدعوة عظيم، والدعوة التي ترفعنا فوق أنفسنا وتنهض بنا إلى ما يشق علينا، هي الدعوة العظيمة في أصدق مقاييسها، وهي التي تفرحنا بالواجب ولا تفرحنا بالهوى، وحسبها ذلك برهاناً نفسانياً لا نهتدي إلى خير منه، فكل ما عظم بنا فقد كلفنا ما يشق علينا، وانتقل بنا إلى طوْر فوق طوْرنا، فإن كنا على استعداد لهذا الانتقال مالت إليه نفوسنا كما يميل الجسم إلى النمو، وإن كان نموه ليكلفه عنتاً عند الولادة، وعنتاً عند التسنين، وعنتاً عند المراهقة، وعنتاً عند بلوغه سن الرشد والاستقلال. وإن لم نكن على استعداد كرهناه وحسبنا الراحة في كراهته، وهي في الحقيقة داء يمنع النماء. عباس العقاد
اقتباسات أخرى للمؤلف