لاتكفئ السفيه على سفه بمثله، فإنك أن فعلت قضيت له على نفسك، وأصبحت شريكه في الخلة التي تزعم أنك تنقمها منه، فإذا لابد منتقما فليكن مثلك الأحنف بن قيس إذا جاءه رجل قد جعل له بعض الناس جعلا على أن يغضبه، فما زال يسبه ويشتمه ويلح في ذلك إلحاحا محرجا والأحنف ساكت لايقول شيئا حتى ضاق بالرجل أمره فانقلب إلى قومه باكيا نادبا يأكل إصبعه أكلا ويقول: والله ماسكت عني إلا لهواني عليه.مصطفي المنفلوطي