خرجنا إلى الشرفة. لم أكن بحاجة إلى أن أطل منها لأرى المشهد. كان ممتداً أمامي على مدى البصر، سواء تطلّعت لأسفل أو اكتفيت بالنظر أمامي. قد يكون الشِعر وحده قادراً على التعبير عنه، لأن لغة الشِعر تُجمّل وتُكثّف وتُحمِّل الكلمات مُمكنها الأقصى، كأنها تدفع بها دفعاً إلى حافة هذا الممكن ولا توقفها إلا وهي على وشك السقوط، تكاد تسقط ولا تسقط. لست شاعرة، أنا مجرد امرأة لها عينان مفتوحتان مكّناتها من أن ترى ماترى. وإذ أنصت للهتافات، أستغرب لارتياحي، بل تقتضي الدقة الإفصاح عن طرب أشعر به حتى عندما يهتفون في المدرجات وخارج المدرجات بهتافات بذيئة مُنغّمة، مُغنّاة تقريباً. أطرب لسماعهم لا كصغير يثيره الممنوع، بل كراشدة تقرّ وتعترف أن الصفاقة لاتكمن في هتافهم بل في الفعل المتجبّر لسلطة فاجرة في سياستها وسلوكها.
رضوي عاشور