لم تكن أحلامه قد تخلت عنه، فكيف يتخلى هو عنها؟! كان يعرف أن العمر لن يمتد لتشهدها عيناه.. يقول لنفسه إن روحه سوف تشهدها وهي تحلق في سماء المدينة.. يمامة بيضاء تنساب مرفرفة من أبراج الحمراء إلى مئذنة المسجد الجامع، تحط في باحته لتلتقط فتات خبز يلقيه لها الدارسون الصغار، تطير وتحلق وتسلك وتحط في نهاية اليوم على نافذة بيتٍ.. كان بيته.
رضوي عاشور